الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية قيس سعيّد ونزيهة رجيبة وسفيان بن فرحات في قراءة أولية لنتائج الانتخابات: النهضة خسرت الرهان والشعب عاقب من يريد

نشر في  29 أكتوبر 2014  (10:28)

 بمجرد اقفال مراكز الاقتراع لابوابها يوم 26 أكتوبر 2014 واعلان شركة سيغما كونساي لسبر الآراء عن النتائج الأولية والتي تبرز تقدم حركة نداء تونس بـنسبة 37 % من  أصوات الناخبين مقابل تحصل حزب النهضة على 26%،حتى تباينت ردود الأفعال في صفوف بعض السياسيين والإعلاميين حيث تقبلها بعضهم ورفضها آخرون.
حول النتائج الأولية، وحظوظ حزب نداء تونس في الفوز وأجواء الانتخابات ومستقبل البلاد بعد هذا التغيير الجذري لموازين القوى، اتصلت أخبار الجمهورية ببعض الشخصيات السياسية والاعلامية ورصدت مواقفها حول الاحداث الأخيرة التي عاشتها البلاد.

قيس سعيد: عاقب الناخبون من أرادوا معاقبته

صرح قيس سعيد أستاذ في القانون الدستوري لأخبار الجمهورية أن النتائج النهائية للاقتراع لا تعرف إلا بعد البت في طعون الأطراف السياسية المشككين في النتائج النهائية  أمام المحكمة الإدارية خلال دوائرها الاستئنافية، و أمام جلستها العامة القضائية، ولن يكون ذلك إلا في منتصف شهر نوفمبر القادم.
وفي نفس السياق، أفاد الأستاذ قيس أن ما حصل  يوم 26 أكتوبر يجب أن يقرأه السياسيون  قراءة متأنية و بعيدة عن منطق الانتصار ومنطق الخسارة، خاصة الذين مكنتهم الانتخابات من العدد الأكبر من المقاعد.
من ناحية أخرى، أشار قيس سعيد الى ان تدني نسبة  الاقتراع في الانتخابات الحالية  مقابل انتخابات 2011، خاصة وان نسبة المشاركة قدرت بحوالي 60 % وهي بذلك لا تمثل الا ثلث الناخبين أو أكثر بقليل من العدد الجملي للناخبين المفترضين او ممن هم في سن الانتخاب، هو دليل على عزوف الشعب التونسي بل رفضه لهذا المسار، وتأكيد على أن اغلب الناخبين توجهوا للاقتراع بناء على إرادة المعاقبة لمن كان في الحكم تحت غطاء التصويت الجدي الشكلي، قائلا: «عاقب الناخبون من أرادوا معاقبته».

نزيهة رجيبة: مناضلو ومحنكو الجبهة الشعبية لن يسمحوا بعودة استبداد التجمع من جديد

وفي ذات الإطار، أفادت الإعلامية أم زياد ، أن تسريبات نتائج عملية الاقتراع أو ما يسمى بسبر الآراء هي غير رسمية ومتأتية من طرف أشخاص لا يحترمون قرارات الهيئة العليا المستقلة للانتخابات ومواعيد الاعلان النهائي للنتائج.
وفي نفس السياق، أضافت رجيبة  أن البلبلة التي أثيرت بعد نشر التسريبات هي نتيجة لفرح التجمعيين لكسبهم لأصوات الناخبين مقابل يأس الإسلاميين الذين لم يتقبلوا الهزيمة والفشل خاصة بعد توقعهم كسب أغلبية الأصوات الناخبة، إلى جانب تشكيكهم وعدم ثقتهم في عملية سبر الآراء ومدى مصداقيتها.
من جهة أخرى، أفادتنا أم زياد أن حزب نداء تونس استعان بالتجمعيين والقوى المتحالفة معهم لكسب هذا الرهان نتيجة إستغلالهم للأخطاء التي ارتكبتها الترويكا في تساهلها مع الإرهاب إلى جانب عدم اتخاذها لموقف حازم وواضح ضد هذه الظاهرة وضد كل العنف المتنامي وهو ما ولد الخوف لدى التونسي الذي مل من تبريراتهم وتوضيحاتهم.
في  المقابل صرحت نزيهة رجيبة، أن تونس اليوم أصبح لها من الوعي واليقظة مما لا يسمح للتجمعيين الذين سيعودون للحكم  من خلال فوز حزب نداء تونس في الانتخابات الحالية، بان يقوموا بنفس الممارسات السابقة والاستبداد خاصة في ظل تواجد مناضلي ومحنكي الجبهة الشعبية  أمثال مباركة البراهمي وعمار عمروسية.

سفيان بن فرحات: هناك بعض الأطراف لن تساعدها نتائج الاقتراع وستحاول جذب تونس الى مربع العنف

وبخصوص النتائج الجزئية لعمليات الاقتراع وكشف نتائج سبر الآراء وما خلفته من ردود أفعال متعددة، أفادنا الصحفي سفيان بن فرحات أن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات هي من ساهمت في  خلق هذه الزوبعة والبلبلة  خاصة وان كل البوادر تفيد  بفوز حزب نداء تونس على حزب النهضة، مضيفا أن عملية سبر الآراء هي عملية  طبيعية تستخدم في كل الدول المتقدمة للإعلان عن هذه الأنواع من النتائج.     
وفي نفس السياق، أكد بن فرحات أن آخر الاستطلاعات تشير إلى تحصل حركة نداء تونس على ما يقارب الــ80 مقعدا في مقابل تحصل حزب النهضة على 70 مقعدا وهو ما أكده القيادي في نداء تونس الأستاذ الطيب البكوش وما سيؤكده المؤتمر الصحفي لهيئة الانتخابات اليوم الأربعاء 29 أكتوبر حسب تصريحه.
من ناحية أخرى، أفادنا الإعلامي أن حركة النهضة خسرت الرهان نظرا إلى عدم تحقيقها لأهداف الثورة إلى جانب عدم قطيعتها مع المنظومة السابقة، لكنها ستقبل بنتائج الاقتراع نظرا لتغيير الخطاب السياسي لزعيمها راشد الغنوشي منذ أشهر.
كما أكد بن فرحات، أن الشعب التونسي هو من قرر هذه النتائج نتيجة لانتخابه المشرف لنداء تونس، مضيفا وان الخارطة السياسية في البلاد ستتغير اضافة الى انتشار الامن خاصة مع أداء المنظومة الأمنية واستعدادها الكبير لمجابهة كل المخاطر والمنزلقات التي قد تتربص بالبلاد واشار بن فرحات الى ان هناك بعض الأطراف والدول لن تساعدها نتائج الانتخابات وستحاول الدخول بنا في مربع العنف ومنعرجه.